مساحة إعلانية

كل عام أنتم بخير

الأربعاء، 19 فبراير 2020

أسلوب الاستثناء

قواعد اللغة العربية
الموضوع (( أسلوب الاستثناء ))

أسلوب الاستثناء
الاستثناء : هو إخراج اسم ٍ من حُـكم ِ اسم ٍ آخــــر ، والاســـم المـُـخرَجُ هو ( المـُـستثنى ) ، أمـّـا الآخـر فــــهو ( المـُـستثنى مِــنــْــه ُ ) ؛ ويتكونُ الاستثناء مِـن ْ ثلاثةِ أركان ٍ هي :
1. المـُـستثنى مِـنــْـه ُ : وهو الركن الذي يقع – غالبا ً – قبل أداة الاستثناء ، ويكونُ اسما ً ؛ لا حرفا ً ولا فــعـلا ً ، ويُـعرَبُ حسب موقعه مِـن َ الجملة.
2. الأداة : وهي التي تتوسط ُ بين ( المستثنى مِـنه ُ ) و ( المـُـستثنى ) ؛ وهي على ثلاثةِ أنواع ٍ :
• حرف : وهي ( إلا ّ ).
• اسمان ِ : وهما ( غير – سوى ).
• أفعال أو حروف جر : وهي ( عدا – خلا – حاشا ).
3. المستثنى : وهو ما يقعُ بعد أداة الاستثناء ، وله حالاته الإعرابية الخاصة المتوافقة مع شروط الاستثناء.
ويمكن ُ توضيح هذهِ الأركان مِـنْ خلال الجملة الاستثنائية التالية : [ نجح َ الطلابُ إلا ّ عليا ً ] :
الجملة الاستثنائية

نجحَ الطلابُ إلا ّ عليا ً

المـُـستثنى مِـنه الأداة المستثنى
↓ ↓ ↓
الطلابُ إلا ّ عليا ً
حالات إعراب المـُـستثنى ( حكم ُ المـُـستثنى ) :
1. الحالة الأولى : إذا كانتْ جملة الاستثناء تامة الأركان الثلاثة ، مثبتة وجبَ إعراب المستثنى منصوبـــــا ً :قال تعالى : { والعصر ِ إن ّ الإنسـان َ لفي خـُـسر ٍ إلا ّ الذين َ آمنوا وعملوا الصالحاتِ وتواصوا بالحق ِّ وتواصوا بالصبر ِ } ، قـــــال تعــــالى : { فسجدَ الملائكة ُ كــُـلــُّـهمْ أجمعون َ إلا ّ إبليسَ } ، وقوله تعالى : { الأخِـلاءُ يومئذٍ بعضـُـهـُـمْ لبعض ٍ عـَـدوٌ إلا ّ المـُـتــَـقين َ } ، وقوله تعالى : { قــُـلنا احمِـلْ فيها مِـنْ كــُـل ِّ زوجين ِ اثنين ِ وأهـْـلــَـك َ إلا ّ مـَـنْ سبق َ عليهِ القول ُ } ؛ وقول الشاعر :
كــُـل ُّ الأمور ِ تزولُ عـنـك َ وتنقضي إلا ّ الثناء َ فــإنــَّــه ُ لك َ بـــــــــــــــاق ٍ
والذي نلحظه في النصوص القرآنية وبيتِ الشعر أن ّ الاستثناء تام الأركان والكلام فيه مثبت ويمكننا توجيه إعراب ما تحته خط بالشكل التالي : ( إلا ّ ) : أداة استثناء
الذين َ : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء ( مستثنى ).
إبليسَ : مستثنى منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
المتقين َ : مستثنى منصوب ، علامة نصبه الياء ؛ لأنـــَّـه ُ جمع مذكر سالم.
مَـنْ : اسم موصول مبني على السكون ؛ في محل نصب على الاستثناء ( مستثنى ).
الثناء : مستثنى منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
2. الحالة الثانية : إذا كان الاستثناء تاما ً منفيا ً ، والمستثنى من جنس المستثنى منه ؛ أي متصلا ً أو بعضا ً مِـنه جاز َ إعراب ( المستثنى ) منصوبا ً أو بدلا ً من ( المـُـستثنى مِـنه ) :
قال الشاعر :
فما وجدت ُ بها شيئا ً ألوذ ُ بهِ إلا ّ الثمام َ وإلا ّ موقِـد َ النار ِ
وتعربُ في حالتين ِ :
إلا ّ الثمام َ : إلا ّ : أداة استثناء ( الثمام َ ) : مستثنى منصوب جوازا ً ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّ الثمام َ : إلا ّ : أداة استثناء مُـلغاة ( الثمام َ ) : بدل ( بعض من كل ّ ) منصوب ، علامة نصبه الفتحة ؛ لأن ّ المستثنى منصوب أيضا ً وهو المبدل منه ( شيئا ً ) ويعرب مفعولا ً به منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
قال الشاعر :
لــَمْ يبق َ شيء ٌ مِـن َ الدنيا بأيدينا إلا ّ بقــيــة َ ( بقية ُ ) دمع ٍ مِـنْ مآقينا
وتعربُ في حالتين ِ :
إلا ّ بقية َ : إلا ّ : أداة استثناء ( بقية َ ) : مستثنى منصوب جوازا ً ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّ بقيــة ُ : إلا ّ : أداة استثناء مُـلغاة ( بقية ُ ) : بدل مرفوع ، علامة رفعه الضمة ؛ لأن ّ المبدَل منه ( شيءُ ) : مرفوع لأنــّـه فاعل.
والذي نلحظه في المثالين أن ّ الكلام منفي ( فما وجدت ُ ) و ( لمْ يبق َ ) والمستثنى منه موجود ( شيئا ً ) في الشاهدِ الأول ، و ( شيء ٌ ) في الشاهدِ الثاني.
ملحظ : إذا كان ( المستثنى ) من غير جنس ( المستثنى منه ) ، والكلام منفيا ً وجب نصب المستثنى ، ولا يجوز إعرابه بدالا ً ؛ لأنــّـه استثناء منقطع ؛ أي أن ّ ( المستثنى ) من غير جنس ( المستثنى منه ) : قال تعالى : { لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلَاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } وقوله تعالى : { وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } ، وقولنا : [ ما وصل َ السياحُ إلا حقائبـَـهــُم ] ، وقول الشاعر :
فما لقيت ُ صديقا ً في الدُنا دنفا ً إلا ّ الدموع َ التي سالتْ بلا بـَـخــَـل ِ
والذي نلحظه في النصين ِ المـُباركين ِ والشاهدين ِ الآخرين ِ أن ّ الكلام منفيا ً ( لا يسمعون ) و ( ما لهم ) و ( ما وصل َ ) و ( فما لقيت ) ، وأن ّ المستثنى من غير جنس المستثنى منه ، فـ ( السلام جيد الكلام وهو من غير جنس اللغو وهو رديء الكلام ) و ( اتباع الظن ّ من قبيل الشك وهو من غير جنس العلم الذي هو اليقين ) و ( الحقائب ليست من جنس السياح ) و ( الدموع ليستْ من جنس الأصدقاء ) ، ويمكننا توجيه إعراب ما تحته خط :
إلا ّسلاما ً : إلا ّ : أداة استثناء ( سلاما ً ) : مستثنى منصوب وجوبا ً ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّاتباع َ الظن ِّ : إلا ّ : أداة استثناء( اتباع ) : مستثنى منصوب وجوبا ً ، علامة نصبه الفتحة ؛ وهو مضاف ( الظن ِّ ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة.
إلا ّحقائبهم : إلا ّ : أداة استثناء ( حقائب ) : مستثنى منصوب وجـــــوبا ً ، علامة نصبه الفتحة ، وهـــــو مضاف : ( الهاء ) : ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، ( الميم ) : للجمع.
إلا ّالدموع : إلا ّ : أداة استثناء : مستثنى منصوب وجوبا ً ، علامة نصبه الفتحة.
3. الحالة الثالثة : إذا كان المستثنى منه محذوفا ً والجملة منفية ، أو غير موجبة كأن تكون مسبوقة بنهي أو استفهام متضمن لمعنى النفي أو فعل متضمن معنى النفي مثل الفعل ( يأبى ) وجبَ إعراب ما بعد الأداة حسب موقعه من الجملة وتكون ( إلا ّ ) : أداة استثناء ملغاة ويسمى هذا النوع من الاستثناء بالاستثناء ( المـُـفرّغ ) ؛ أي أن ّ الكلام الذي يقع قبل الأداة تفرّغ واستعد لإعراب ما بعد الأداة لِـما يحتاجه منه في إتمام ِ الجملة : قال تعالى : { و ما محمد ٌ إلا ّ رسول ٌ قدْ خلتْ مِـنْ قبلهِ الرُسُـلُ } وقوله تعالى : { ويومَ يحشـُـرُهـُـمْ كأن لم ْ يلبثوا إلا ّ ساعة ً مِـن َ النهار ِ يتعارفون َ بينهـُـمْ } ، وقوله تعالى : { فـهـلْ ينظرون َ إلا ّ الساعة َ } ، وقوله تعالى : { قــُـل ْ إن ْ لــبــِـثتــُمْ إلا ّ قليلا ً } ، وقولنا : [ ما العلمُ إلا ّ نورٌ ] ، وقول الشاعر :
وما المال ُ والأهلون َ إلا ّ ودائع ٌ ولا بـُـدّ يوما ً أنْ تــُــردَّ الودائِــع ُ
ويمكننا توجيه إعراب ما تحته خط بالشكل التالي :
إلا ّ رسول ٌ : إلا ّ : أداة استثناء ملغاة ( رسول ٌ ) : خبر مرفوع ، علامة رفعه الضمة.
إلا ّ ساعة ً : إلا ّ : أداة استثناء ملغاة ( ساعة ً ) : ظرف زمان منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّ الساعة َ : إلا ّ أداة استثناء ملغاة ( الساعة َ ) : مفعول به منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّ قليلا ً : إلا ّ : أداة استثناء ملغاة ( قليلا ً ) : نائب عن المفعول المطلق منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
إلا ّ نورٌ : إلا ّ : أداة استثناء ملغاة ( نورٌ ) : خبر مرفوع ، علامة رفعه الضمة.
إلا ّ ودائع ٌ : إلا ّ أداة استثناء ملغاة ( ودائع ٌ ) : خبر مرفوع ، علامة رفعه الضمة.
الاستثناء بالاسمين ِ ( غير – سوى )
لا تختلف قواعد الإعراب في الاسمين ِ ( غير – سوى ) عن أداة الاستثناء ( إلا ّ ) ؛ لكنما حالات الإعراب التي كانت تظهر على الكلام الواقع بعد ( إلا ّ ) تكون ظاهرة على الاسمين ( غير – سوى ) ؛ لأن ّ ما بعدهما يعرب مضافا ً إليه دائما ً ، بشرط أنْ يصلح تقديرهما بـ ( إلا ّ ) ؛ فيكون إعرابهما :
1. وجوب النصب : إذا كان الاستثناء تاما ً ، مثبتا ً :
وَدِّع ْ كـُـل َّ صوتٍ غيرَ صوتي فأنــَّـني أنا الصادح ُ المحكيُ والآخــرُ الصدى
غيرَ : اسم استثناء منصوب ، علامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره : وهو مضاف ( صوتي ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة المجلوبة لمجانسة ( ياء المتكلم ) ، وهو مضاف : و (ياء المتكلم ) : ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
وَ كـُـل ُّ مصيباتِ الزمان ِ وجدتــُـها سوى فرقةِ الأحباب ِ هينةِ الخطبِ
سوى : اسم استثناء منصوب ، علامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر ، وهو مضاف : ( فرقةِ ) : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة ، وهو مضاف : ( الأحباب ِ ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة.
2. جواز النصب على الاستثناء والإتباع على البدلية : إذا كان الاستثناء تاما ً منفيا ً متصلا ً : كقولنا : [ ما قرأت ُ القصصَ غيرَ الجميلة ِ] : وتعربُ إعرابين ِ :
غيرَ : اسم استثناء منصوب ، علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف : ( الجميلة ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة.
غيرَ : بدل منصوب ، علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف : ( الجميلة ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة ، وهنا ( نــُصِـبت غير : لأن ّ المبدل ُ منه : القصص َ : منصوب لأنه مفعول به ).
ملحظ : إذا كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه ، أي إذا كان منقطعا ً وجب نصب ( غير – سوى ) :
وَ لا عيبَ فيهم ْ غيرَ أن ّ سيوفــَـهــُم ْ بــِـهــِـن َّ فلول ٌ مِـن ْ قِــراع ِ الــكــتائِـــب ِ
غير : اسم استثناء منصوب وجوبا ً ، علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخرها.
3. إعرابهما حسب الموقع : وذلك حين يكون الاستثناء مفرغا ً ، أي : حين تكون الجملة منفية والمستثنى منه محذوفا ً منها : قال تعالى : { هـَـل ْ مِـن ْ خالق ٍ غـيرُ اللهِ يرزقكم }.
مِـنْ : حرف جر زائد
خالق : مبتدأ مجرور لفظا ً مرفوع محلا ً.
غيرُ : نعت مرفوع ، علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ( الله ) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ.
ليسَ عِـندي سِــوى الحنين ِ الدفين ِ بين َ جنبـــــــي اشتكيه الفــــــراقا
سوى : اسم ليس مؤخر ، مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر ، وهو مضاف : ( الحنين ِ ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة. وخبر ليس مقدم ( عندي ) : شبه جملة ظرفيه في محل نصب خبر ( ليس ) مقدم.
لا أبتغي فيهِ سوى سُـنن ِ الـهـُـدى يوما ً إذا عـَـز َّ الكتابُ المحكــــم ُ
سوى : مفعول به منصوب ، علامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر ، وهو مضاف : ( سنن ِ ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسرة ، وهو مضاف : ( الهـُـدى ) : مضاف إليه مجرور ، علامة جره الكسر المقدرة للتعذر.
كيفية استبدال ( غير – سوى ) بـ ( إلا ّ )
يمكن استبدال أحد الاسمين بدلا ً مـن ( إلا ّ ) بالشكل التالي :
1. إذا جاء بعدها الضمير المتصل وحكمها النصب ، يجب أن ْ نأتي بضمير منفصل مختص بالنصب وهـــــــو ( إيــَّـا ) ، ويكون بعد ( إلا ّ ) ونسنده إلى الضمير المتصل بـ ( غير – سوى ) : [ حــضرَ الطـــــــــلابُ غيرَك ( سواك َ ) ] ، وتكون : [ حضرَ الطلاب ُ إلا ّ إيــَّـاك َ ].
2. إذا جاء بعدها الضمير المتصل ، وحكمها جواز النصب أو الإتباع على البدلية : يجب أنْ نأتي بضمير النصب ( إيــَّـا ) في حالة جواز النصب ويكون بعد إلا ّ ، أمـّـا في الإتباع ِ على البدلية فنأتي بضمير الرفع الذي هو من جنس الضمير المتصل ، مثلا : [ ما حضرَ الطلابُ غيرُكما ( سواكما ) ] ؛ ففي جواز النصب تكون : [ ما حضرَ الطلابُ إلا ّ إياكما ] ، وفي الإتباع على البدلية تكون : [ ما حضرَ الطلابُ إلا ّ أنتما ].
3. إذا وقع بعدهما اسم ظاهر ، وهنا نراعي الأحكام الثلاثة للاسم الواقع بعد ( إلا ّ ) : [ حضر الطلابُ غيرَ واحدٍ ( سوى واحدٍ ) ] وتكون : [ حضر الطلابُ إلا ّ واحدا ً ] وحكمها هنا وجوب النصب. وفي [ ما حضرَ الطلابُ غيرَ محمدٍ ( سوى محمدٍ ) ] وتكون : [ ما حضرَ الطلابُ إلا ّ محمدا ً ] في جواز النصب ، و [ ما حضرَ الطلابُ إلا ّ محمدٌ ] في الإتباع على البدلية . و [ ما نجح َ غيرُ المثابر ِ ( سوى المثابر ِ ] وتكون : [ ما نجح َ إلا ّ المثابرُ ] وتعربُ حسب الموقع.
4. إذا كانتْ ( غير – سوى ) مجرور بحرفِ جرٍّ وجاء بعدها ( اسم ظاهر أو ضمير متصل ) ، وهنا نجعل حرف الجر يتصل بالاسم الواقع بعد ( إلا ّ ) : [ لا أستعين ُ بغير ِ اللهِ ولا أتوكلُ على سواه ] وتكون : [ لا أستعينُ إلا ّ باللهِ ولا أتوكل ُ إلا ّ عليهِ ] ، و [ ما استعنت ُ بغير ِ اللهِ ( بسوى اللهِ ) ] وتكون : [ ما استعنت ُ إلا ّ باللهِ ] و [ لم ْ نر َ الخيرَ في غير ِكـُم ( سواكم ) ] وتكون [ لـمْ نرَ الخير َ إلا ّ فيكم ].
الاستثناء بالأدوات ( خلا – عدا – حاشا )
لا تدخل هذه الأدوات في أسلوب الاستثناء ما لم تقدر بـ ( إلا ّ ) ؛ وإذا لمْ تقدر بـ ( إلا ّ ) فهي أفعال تامة تأخذ فاعلا ً : وتكون هذه الأدوات على حالتين ِ :
الحالة الأولى : أن ْ تكون ( عدا – خلا – حاشا ) مجردة من ( ما المصدرية ) ؛ وهنا لها وجهان ِ من الإعراب :
1. أن ْ تعرب هذه الأدوات حروف جر ، وما بعدها اسم مجرور : [ قرأت ُ الكتابَ عدا الخاتمةِ ] ، وقول الشاعر :
خلا اللهِ لا أرجو سواك َ فإنــَّـني أعدَّ عيالي شعبة ً مِـنْ عيالِـــكـــــا
( عدا – خلا ) : حرفا جر يفيدان الاستثناء.
( الخاتمة ِ – الله ِ ) : اسم مجرور ، علامة جره الكسرة.
2. أنْ تعرب هذه الأدوات أفعالا ً ماضية وفاعلها ضمير مستتر وجوبا ً تقديره ( هو ) أو ما يماثله من الضمائر المستترة ، وبذا يكون المثال الأول : [ قرأت ُ الكتابَ عدا الخاتمة َ ] وبيت الشعر : [ خلا الله َ لا أرجو سواك َ فإنــّـني ... ] وتعرب :
( عدا – خلا ) : فعل ماض ٍ جامد مبني على الفتحة المقدرة للتعذر ، يفيد الاستثناء ، فاعله ضمير مستتر تقديره في المثال الأول ( هي ) وفي بيت الشعر ( هو ).
( الخاتمة َ – الله َ ) : لفظ الجلالة منصوب على التعظيم ، وكلاهما : مفعول به منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
الحالة الثانية : أنْ ( عدا – خلا – حاشا ) مسبوقة بـ ( ما المصدرية ) وهنا تكون لهذهِ الأدوات حالة إعرابية واحدة هي : [ أفعال ماضية جامدة ، وفاعلها ضمير مستتر وجوبا ً ، وما بعدها يعربُ مفعولا ً به منصوب ].
ألا كـُـل ُّ شيء ٍ ما خلا الله َ باطِــلُ وَ كـُـل ُّ نعيم ٍ لا محالة َ زائِـــــــل ُ
ما : مصدرية
خلا : فعل ماض ٍ جامد مبني على الفتحة المقدرة للتعذر ، الفاعل ضمير مستتر وجوبا ً تقديره ( هو ).
الله َ : لفظ الجلالة منصوب على التعظيم ، مفعول به منصوب ، علامة نصبه الفتحة.
ملحظ : نادرا ً ما تدخل ( ما المصدرية ) على ( حاشا ).
بعض الملاحظ حول الاستثناء
1. إذا تكررتْ ( إلا ّ ) في سياق الجملة ، وتكون مسبوقة بحرف العطف ( الواو ) : فهي زائدة للتوكيد ، كــــقــولــنا : [ ما حازَ على الجائزةِ إلا ّ عليٌّ وإلا ّ محمدٌ ].
2. إذا وقع بعد ( إلا ّ ) جملة اسمية : [ ما سافرتُ إلا ّ والشمسُ مشرقة ٌ ] ، أو جملة فعلية : [ ما نجح َ محمدٌ إلا ّ أثبتــُـه ُ ] ، أو شبه جملة ظرفية : [ ما سافرَ محمدٌ إلا ّ صباحا ً ] أو شبه جملة من الجار والمجرور :
وما الـــــــــدهرُ إلا ّ مِـنْ رواةِ قصائدي إذا قــُـلــْـت ُ شِـعرا ً أصبح َ الدهرُ مُــنــْـشِـــدا
يكون الاستثناء مفرغا ً ويعربُ حسب الموقع.
3. تردُ أدوات الاستثناء أحيانا ً ( عدا – خلا – حاشا ) أفعالا ً تامة ً ، ولا علاقة لها بأسلوب الاستثناء مطلقا ً وتفهم من سياق الكلام : [ خلا الملعبُ مِـن َ اللاعبين َ ] وهي هنا فعل متصرف وليس جامدا ً ( خلا – يـــخلو ) ، وقولنا : [ عدا اللاعِبُ في الملعب ِ ] وهي هنا فعل متصرف وليس جامدا ً ( عدا – يعدو ).
4. للتمييز بين نوعي الاستثناء ( التام – المفرغ ) ، هو معرفة وجود المستثنى منه أو عدم وجوده ، فإذا كان موجودا ً فهو تام ، والتام يأتي مثبتا ً ويأتي منفيا ً ، أمـّـا إذا كان المستثنى منه غير موجود فالاستثناء مفرغ ، والمفرغ يأتي منفيا ً.
5. إذا أردنا أنْ نعرفَ وجود المستثنى منه في الجملة من عدمه ، فعلينا حذف ( إلا ّ وما بعدها ) فإذا تم ّ المعنى فالمستثنى منه موجود ، وإذا لمْ يتم ّ المعنى فالمستثنى منه غير موجود : [ نجح َ الطلابُ إلا ّ عليا ً ] فإذا حذفنا [ إلا ّ عليا ً ] من الجملة الاستثنائية ، وأبقينا على : [ نجح َ الطلابُ ] فهي جملة تامة المعنى ودليل على وجود المستثنى منه في الجملة. أمـّـا في قولنا : [ ما نجح َ إلا ّ زيدٌ ] فإذا حذفنا [ إلا ّ زيد ٌ ] من الجملة الاستثنائية وأبقينا على : [ ما نجح َ ] فهي جملة لا معنى لها أي غير تامة المعنى وهي دليل على عدم وجود المستثنى منه في الجملة.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: الروائع الأميرية 2016 © تصميم : كن مدون