=====
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، سيدنا محمـــد ، وعلى آله وصحبه ... ومن والاهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
عيدكم مبارك ، وكل عام وأنتم وأهليكم الكرام جميعًا بخير وعافية من الله تعالى ، وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل .
وبهذه المناسبة المباركة أُهنئ نفسي وأهلي الأحباء جميعاً ، وإخواني وزوجاتهم وأخواتي وأزواجهنَّ وبنيهم وحفدتهم جميعاً .
كما اهنئ أزواج وزوجات بناتنا وأبنائنا وبينهم وبناتهم ، وخطيبات أولادنا وأهليهم الكرام جميعاً .
كما اهنئ جميع أقربائي لأبي – رحمه الله - عصبي - وجميع أقربائي لأمي – رحمها الله .. وذويهم جميعاً ... الأقرب فالأقرب ..
كما اهنئ جميع أحبائي من أساتذتي ، وزملائي ، وطلابي - بنين وبنات ...أبنائي الأحباء الذين لم أنجبهم وأشرف بهم .
كما اهنئ جميع جيراني وأصدقائي وأحبائي .. وكل من له فضلُّ عليَّ ، ولو بكلمة هداية طيبة .... في مصر والعالم الإسلامي كله .. بل والعالم أجمع... أنَّ بلَّغنا سبحانه وتعالى هذه الايام المباركات .. ومنَّ علينا فيها بسائر الطاعات والقربات .. وبعيد الأضحى المبارك .. أعاده الله تعالى علينا جميعاً ومصرنا الحبيبة وسائر بلاد المسلمين .. بِالأمْنِ وَالإيمانِ ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإسْلاَمِ ... وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى .. والنصر لديننا الإسلام الحنيف ..، وصرف عنا ووقانا شر السيئات...
عيد الأضحى المبارك .. عيد التضحية والفداء ، التضحية بكل غالٍ طاعة لله تعالي ، واهب كل النعم ، ولو كان هذا الغال هو فلذة الكبد والولد الصالح البار بوالديه .. فالله أغلى وأحب من كل غال وحبيب ، والله أرحم بعده ووليه وأهله من كل رحيم .
عيد الأضحى المبارك .. عيد الإستسلام لله رب العالمين .. الإستسلام لحكمه ، والإستسلام لشرعه وأوامره ونهيه سبحانه ، والإستسلام لقضائه وقدره ، استسلام العبد الضعيف الجاهل لربه القوي الحكيم الخبير ، استسلام العبد المحب لسيده ومولاه ... وحبيبه ! .
عيد الأضحى المبارك .. عيد الثقة في الله وحسن الظن به وحسن التوكل عليه سبحانه ، بتعلق القلب بالله وحده مع الأخذ بالأسباب ، فالله لا يضيع أهله .
عيد الأضحى المبارك .. عيد مجاهدة النفس ، وهواها ، والشيطان الرجيم في ذات الله تعالى وابتغاء مرضاته .
عيد الأضحى المبارك ... عيد الزهد في الدنيا وزينتها وزخرفها .. وعيد التعارف بين الناس والأمم ، وعيد تقوى العبد لربه وسيده ومولاه .
عيد الأضحى المبارك .. عيد البر وحسن الخلق مع الخلق كافة ... من بَشر ، وصيد ، وشجر ... وعيد الجنة جزاءً من الله لعبده البار في حجته .
عيد الأضحى المبارك ... عيد توحد الأمة الإسلامية ، وكونهم أمة واحدة ... وليشهودوا منافع لهم - دنيوية واخروية - وهم في ظلال بيت الله وحرمه وأماكن نسكه ، وليذكروا الله على كمال ذاته وصفاته وأسمائه، وعلى نعمه وألائه وهداياته ...وقد تركوا الدنيا بطينها وثقلها وراء ظهورهم .
عيد الأضحى المبارك .. عيد الرحمة والمغفرة ورجوع المرء من ذنوبه طاهراً كيوم ولدته أمه .
وأَستثني من تهنئتي هذه كـلُ من افترى على الله جلَّ وعلا الكذب ! ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً ... ( كيف وهو بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. الْوَدُودُ الْحَبِيبُ الأَعْلَى؟!) ؛ وكـلُ من آذي الله وآذي رسوله بفعلٍ أو بقولٍ أو بوصف لا ينبغي في حق الله تعالى ولا في حق رسوله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً ... (1) ؛.
وكـذا كـلُ منِ ظَنَّ باللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً ... (2) ؛ .
وكـذا كـلُ مَنْ أحْدَثَ حَدَثاً في مَدينَة حبيبنا ورسول الله إلينا- محمـــد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وصحبه وَسَلَّمَ - أَوْ آوَى فِيهَا مُحْدِثاً (3) ؛.
وأَستثني من تهنئتي هذه كـذلك كـلُ من قتل مسلماً مؤمناً معصوم الدم لأجل إيمانه ، أو قتل بريئاً معصوم الدم ، ولو كان غير مسلماً .. وكـذا كـلُ من أعان على قتله ... سواء أكان ذلك بسلاح أو بمال أو حتى بمجرد كلمة ! .. وكذا كـلُ من رضي بقتله ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً (4)؛
وأَستثني من تهنئتي هذه كـذلك كـلُ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلْ الله مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّهُ سبحانه لِلنَّاسِ فِي كِتَابِه العظيم ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً .. (5)؛ .
وكذا كـلُ شياطين الجن وشياطين الإنس الذين يسعون في الأرض فساداً ... فيُلَبسون على الناس دينهم الإسلام الحنيف – ولو كانوا مثاليون عند بعضهم ! - ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً (6) ؛ ...
وأَستثني من تهنئتي هذه كـذلك كـلُ عاق لوالديه أو أحدهما .. وكـلُ قاطع لرحمه .. وكـلُ من أدعى لغير أبيه ! وكـلُ من دعاه وأعانه على ذلك ! ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً (7) ...
كما وأستثني من تهنئتي هذه كل أهل الـــزور .. زور العقيدة والشرك الأكبر ، وزور الحكم والتحاكم لغير شرع الله .. وزور الكذب والبهتان والإفتراء على عباد الله ، كذباً وزوراً ... ومات على ذلك فلم يتب توبة نصوحاً .
فكيـف نهنئ من لعنه الله تعالى؟! .. ولعنته ملائكته الأطهار! .. ولعنته أنبياء الله ورسله ؟! وأمرنا نحن بلعنهم ؟!.
والله اكبر. الله اكبر الله اكبر ، لا اله الا الله ، والله اكبر.... الله اكبر الله اكبر ولله الحمد.
--------------------------------------------------
(1) قال الله تعالى : {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَـهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) } [المائدة: 60، 61]
(1) قال الله تعالى : {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَـهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) } [المائدة: 60، 61]
وقال سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) } [البقرة: 161 - 163].....
(2) قال الله تعالى : {وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّيــــــــــنَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)} [الفتح: 3 - 7].
(3) في الحديث : « ... وَالْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى كَذَا ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى فِيهَا مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَــــةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ ، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ » البخاري .
(4) قال الله تعالى : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَـــهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)} [النساء: 93] ....
(5) قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُـــــونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُــــــــمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة: 159، 160].
(6) قال الله تعالى : {كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْــــــــــسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)} [الأنعام: 112].
(7) في الحديث : « لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ - وَهُوَ يَعْلَمُهُ - إِلَّا كَفَرَ..» متفق عليه وفي رواية : « مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ , أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ , وَالْمَلَائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » صحيح ابن حبان.
ليست هناك تعليقات: