للمتخصصين ومحبي النحو(٢)
حالة الجزم
هل تدل على معنى؟
هل تدل على معنى؟
يجمع جمهور النحاة - عدا قطربا - على أن الإعراب قد دخل الكلام في اللغة العربية
للتفرقة بين المعاني الوظيفية المختلفة التي يمكن أن تتوارد
على الكلمة الواحدة من فاعلية ومفعولية وإضافة .
وقد ذهب جمهور النحاة إلى أن
حالة الرفع هي علامة على معنى الفاعلية وما يشبهها، وأن حالة النصب هي علامة على معنى المفعولية وما يشبهها ،
وأن حالة الجر هي علامة على معنى الإضافة وما يشبهها.
أما حالة الجزم فقد سكتوا عن الحديث عن معناها ؛ وذلك - فيما أرى - على أساس أن حالة الجزم هي حالة خاصة بالأفعال ، والإعراب في الأفعال فرع وليس أصلا . ومن ثم فإن الإعراب في الأفعال لا يدل على معنى عند جمهور النحاة.
والذي أراه أن حالة الجزم لها معناها الخاص الذي تدل عليه
مثل سائر الحالات الإعرابية الثلاث ( الرفع والنصب والجر).
ذلك أننا إذا ما تأملنا صور الجزم المختلفة في الأفعال فإننا نجدها تنحصر في معنى الطلب وجوابه أوما يشبهه .
ويمكننا أن نجمل صور الجزم في اللغة العربية في الأمثلة الأربعة الآتية :
١- اذكر الله.
٢- فلتذكر الله.
٣- اذكر الله يذكرك.
٤- إن تذكر الله يذكرك.
- فالصورة الأولى
تتمثل في فعل الأمر ، إذ تلحقه علامات الجزم، بصرف النظر عن كون الجزم فيه حالة بناء أو حالة إعراب.
والأمر هو الأصل في الدلالة على معنى الطلب ؛ لأنه يدل على هذا المعنى بصيغته، وليس بتأثير من أي عامل خارجي . مثل :
( اذكر - اذكري- اذكرا - اذكروا - اذكرن ).
للتفرقة بين المعاني الوظيفية المختلفة التي يمكن أن تتوارد
على الكلمة الواحدة من فاعلية ومفعولية وإضافة .
وقد ذهب جمهور النحاة إلى أن
حالة الرفع هي علامة على معنى الفاعلية وما يشبهها، وأن حالة النصب هي علامة على معنى المفعولية وما يشبهها ،
وأن حالة الجر هي علامة على معنى الإضافة وما يشبهها.
أما حالة الجزم فقد سكتوا عن الحديث عن معناها ؛ وذلك - فيما أرى - على أساس أن حالة الجزم هي حالة خاصة بالأفعال ، والإعراب في الأفعال فرع وليس أصلا . ومن ثم فإن الإعراب في الأفعال لا يدل على معنى عند جمهور النحاة.
والذي أراه أن حالة الجزم لها معناها الخاص الذي تدل عليه
مثل سائر الحالات الإعرابية الثلاث ( الرفع والنصب والجر).
ذلك أننا إذا ما تأملنا صور الجزم المختلفة في الأفعال فإننا نجدها تنحصر في معنى الطلب وجوابه أوما يشبهه .
ويمكننا أن نجمل صور الجزم في اللغة العربية في الأمثلة الأربعة الآتية :
١- اذكر الله.
٢- فلتذكر الله.
٣- اذكر الله يذكرك.
٤- إن تذكر الله يذكرك.
- فالصورة الأولى
تتمثل في فعل الأمر ، إذ تلحقه علامات الجزم، بصرف النظر عن كون الجزم فيه حالة بناء أو حالة إعراب.
والأمر هو الأصل في الدلالة على معنى الطلب ؛ لأنه يدل على هذا المعنى بصيغته، وليس بتأثير من أي عامل خارجي . مثل :
( اذكر - اذكري- اذكرا - اذكروا - اذكرن ).
- والصورة الثانية:
تتمثل في الفعل المضارع الذي تدخل عليه أحد الأحرف التي تجزم فعلا واحدا ، وهي لام الأمر ، ولا الناهية ، ولم ، ولما .
ومن الملاحظ أن لام الأمر ولا الناهية تدلان على الطلب دلالة مباشرة ، وأن لم ولما تدلان على الطلب دلالة غير مباشرة ؛ وذلك لأن النفي والنهي - في أبواب النحوالعربي - من واد واحد .
إذ يشتركان في الدلالة على امتناع وقوع الفعل ، ولذلك فكثيرا ما يحمل أحدهما على الآخر في أبواب النحو المختلفة
تتمثل في الفعل المضارع الذي تدخل عليه أحد الأحرف التي تجزم فعلا واحدا ، وهي لام الأمر ، ولا الناهية ، ولم ، ولما .
ومن الملاحظ أن لام الأمر ولا الناهية تدلان على الطلب دلالة مباشرة ، وأن لم ولما تدلان على الطلب دلالة غير مباشرة ؛ وذلك لأن النفي والنهي - في أبواب النحوالعربي - من واد واحد .
إذ يشتركان في الدلالة على امتناع وقوع الفعل ، ولذلك فكثيرا ما يحمل أحدهما على الآخر في أبواب النحو المختلفة
- والصورة الثالثة :
تتمثل في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب ، مثلما في قوله سبحانه : ( فاذكروني أذكركم ).
وقوله:(ادعوني أستجب لكم).
تتمثل في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب ، مثلما في قوله سبحانه : ( فاذكروني أذكركم ).
وقوله:(ادعوني أستجب لكم).
- والصورة الرابعة والأخيرة
تتمثل في فعل الشرط الجازم وجوابه .
مثلما في قوله سبحانه :
( إن تنصروا الله ينصركم )
وأرى أن الشرط - في الغالب - طلب غير مباشر ، ذلك أن المقصود من الشرط هنا هو الطلب ، إذ المراد من الآية الكريمة السابقة :
( انصروا الله ينصركم ).
وقد ذهب النحاة القدماء إلى أن جزم المضارع الواقع في جواب الطلب في الصورة السابقة يعد جوابا لشرط مقدر ،
وكأن معنى الشرط هو الأصل في الجزم ، والواقع أن هذا فهم معكوس للقضية ، ذلك أن معنى الطلب - فيما أرى - هو الأصل الموجب للجزم، وليس معنى الشرط ، والأدلة على ذلك عندي ما يأتي :
الأول : أن حالة الجزم في جواب الطلب لا تحتاج إلى عامل خارجي يدخل على الفعل، أما الشرط فلا بد له من أداة خارجية تدل على معنى الشرط ، تدخل على الفعل وتؤثر فيه بالجزم، ومن ثوابت النحو العربي أن البسيط قبل المركب .
والثاني:
أنه لو كان معنى الشرط هو عامل الجزم لما كان لدينا في النحو أدوات شرط جازمة وأدوات شرط غير جازمة .
والثالث :
أننا نلاحظ أن معظم أدوات الشرط الجازمة تتضمن معنى الطلب ولو بطريق غير مباشر.
وأن كل أدوات الشرط غير الجازمة لا تتضمن على الإطلاق معنى الطلب .
مما يؤكد أن معنى الطلب هو الأصل الموجب للجزم .
وأن حالة الجزم في العربية
لها معنى وظيفي داخل الجملة
- مثل سائر الحالات الإعرابية الأخرى - وهو الدلالة على معنى الطلب وجوابه، أو ما يشبهه من الشرط .
وبناء على هذا يمكن القول بأن علة امتناع وقوع الجزم في الأسماء في اللغة العربية تتمثل في امتناع دلالة الاسم على الطلب .
هذا وبالله التوفيق .
أ. د.مفرح سعفان
تتمثل في فعل الشرط الجازم وجوابه .
مثلما في قوله سبحانه :
( إن تنصروا الله ينصركم )
وأرى أن الشرط - في الغالب - طلب غير مباشر ، ذلك أن المقصود من الشرط هنا هو الطلب ، إذ المراد من الآية الكريمة السابقة :
( انصروا الله ينصركم ).
وقد ذهب النحاة القدماء إلى أن جزم المضارع الواقع في جواب الطلب في الصورة السابقة يعد جوابا لشرط مقدر ،
وكأن معنى الشرط هو الأصل في الجزم ، والواقع أن هذا فهم معكوس للقضية ، ذلك أن معنى الطلب - فيما أرى - هو الأصل الموجب للجزم، وليس معنى الشرط ، والأدلة على ذلك عندي ما يأتي :
الأول : أن حالة الجزم في جواب الطلب لا تحتاج إلى عامل خارجي يدخل على الفعل، أما الشرط فلا بد له من أداة خارجية تدل على معنى الشرط ، تدخل على الفعل وتؤثر فيه بالجزم، ومن ثوابت النحو العربي أن البسيط قبل المركب .
والثاني:
أنه لو كان معنى الشرط هو عامل الجزم لما كان لدينا في النحو أدوات شرط جازمة وأدوات شرط غير جازمة .
والثالث :
أننا نلاحظ أن معظم أدوات الشرط الجازمة تتضمن معنى الطلب ولو بطريق غير مباشر.
وأن كل أدوات الشرط غير الجازمة لا تتضمن على الإطلاق معنى الطلب .
مما يؤكد أن معنى الطلب هو الأصل الموجب للجزم .
وأن حالة الجزم في العربية
لها معنى وظيفي داخل الجملة
- مثل سائر الحالات الإعرابية الأخرى - وهو الدلالة على معنى الطلب وجوابه، أو ما يشبهه من الشرط .
وبناء على هذا يمكن القول بأن علة امتناع وقوع الجزم في الأسماء في اللغة العربية تتمثل في امتناع دلالة الاسم على الطلب .
هذا وبالله التوفيق .
أ. د.مفرح سعفان
ليست هناك تعليقات: