السهر لأجل المذاكرة :speech_balloon:
زرت يوماً من الأيام صديقاً لي قبيل المغرب، فجاء ولده يسلم علي وهو مصفر اللون باديَ الضّعف، فقلت خيراً إن شاء الله؟ قال أبوه: ما به من شيء ولكنه كان نائماً قلت: وماله ينام غير وقت المنام؟ قال ليسهر في الليل، إنه يبقى ساهراً كل ليلة إلى الساعة الثانية. قلت: ولم ؟ قال: يستعد للامتحان، قلت أعوذ بالله، هذا أقصر طرق الوصول إلى السقوط في الامتحان.
لقد دخلت خلال دراستي امتحانات لا أحصي عددها فما سقطت في واحد منها بل كنت فيها كلها من الأوائل، وما سهرت من أجلها ساعة بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها.
فعجب الولد وقال: تنام أكثر؟ قلت نعم وهل إلا هذا؟ أفرأيت رياضياً ملاكماً أو مصارعاً يهد جسده ليالي المباراة بالسهر أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قوياً نشيطاً؟ قال: والوقت؟ قلت: إن الوقت متسع، وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت مستريح تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرأ وأنت تعبان نعسان، تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.
✍🏼 مع أ. #الأديب_الطنطاوي
زرت يوماً من الأيام صديقاً لي قبيل المغرب، فجاء ولده يسلم علي وهو مصفر اللون باديَ الضّعف، فقلت خيراً إن شاء الله؟ قال أبوه: ما به من شيء ولكنه كان نائماً قلت: وماله ينام غير وقت المنام؟ قال ليسهر في الليل، إنه يبقى ساهراً كل ليلة إلى الساعة الثانية. قلت: ولم ؟ قال: يستعد للامتحان، قلت أعوذ بالله، هذا أقصر طرق الوصول إلى السقوط في الامتحان.
لقد دخلت خلال دراستي امتحانات لا أحصي عددها فما سقطت في واحد منها بل كنت فيها كلها من الأوائل، وما سهرت من أجلها ساعة بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها.
فعجب الولد وقال: تنام أكثر؟ قلت نعم وهل إلا هذا؟ أفرأيت رياضياً ملاكماً أو مصارعاً يهد جسده ليالي المباراة بالسهر أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قوياً نشيطاً؟ قال: والوقت؟ قلت: إن الوقت متسع، وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت مستريح تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرأ وأنت تعبان نعسان، تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.
✍🏼 مع أ. #الأديب_الطنطاوي
ليست هناك تعليقات: