التشبيه البليغ + الجناس

التشبيه البليغ الجِناس
تمهيد:  لقد علمت في السّنوات الماضية أنّ التشبيه من ألوان التصوير الأدبي، يبيِّن أنّ شيئا شارك غيرَه في صفة أو أكثر، وتُعقَد هذه المشاركة بينهما بأداة كما علمتَ أنّ للتشبيه أركانا أربعةً هي: وهذان هما ركنا التشبيه ولا يجوز حذفهما أبدا إذا أراد المتكلم أن ينشئ تشبيها المشبّه ويكون أقلّ من المشبّه به شأنا المشبّه به: ويكون أعلى شأنا من المشبّه ويجوز حذفها الأداة: الكاف، كأنّ، يشبه، مثل، يحاكي  ويجوز حذفه  وجه الشّبه: ويكون في المشبّه به أقوى منه في المشبّه  1– حذف المشبّه أو المشبّه به يحوّل التشبيه استعارة  2- يمكن حذف أداة التشبيه ووجه الشّبه معا                                          وفي درس اليوم سنتعرّف على نوع من أنواع التشبيه الذي يقوم على حذف الأداة ووجه الشّبه
الخلاصة	الشرح والتّحليل	الأمثلة
التشبيه البليغ هو ما ذُكِر فيه المشبّه والمشبّه به فقط، وحُذِفت منه أداة الشّبه ووجهه التشبيه البليغ أقوى وأجمل صور التشبيه ، وفيه يظهر المُشبّه والمشبّه به وكأنّهما شيء واحد لا شيئان متماثلان، وذلك للمبالغة والوصول إلى غاية التصوير الفنّي	في هذا المثال نجد أنّ الكاتب شبّه الشّمس بالأمّ ، حدّد أركان هذا التشبيه. لعلّك أدركتَ أن هذا التشبيه ليس تام الأركان لغياب الأداة ووجه الشّبه فلماذا حُذفا؟  لقد حُذِفا لإعطاء التشبيه قوّةً أكثر، والتعبيرَ بلاغةً، لأنّ المتكلّم بحذف الأداة ووجه الشّبه جعل المشبّه  مساوٍ للمشبّه به، بل إنّه هو ذاته ، أي أنّ الشمس هي أم الكون، وأمّ الكون هي الشمس ذاتها  فالكاتب بالغ في التشبيه حتى أنه لم يجعل الفرق بين المشبّه  والمشبّه به  نسمّي هذا النّوع من التشبيه بالتشبيه البليغ	الشّمسُ أمّ الكون
تطبيقات  تطبيقات   تطبيقات   تطبيقات
	ميّز التشبيه البليغ عن غيره فيما يلي: – قال الله تعالى:” وله الجوارِ المُنشآت في البحرِ كالأعلامِ” – قيل: رأيُ الحازمِ ميزانٌ في الدّقّة – قال البحتري يمدح : بنْتَ بالفضْل والعلّوِّ فأصْبحْـ        تَ سماءً وأصبح النّاس أرضا – قيل: الدّنيا كالمنجل استواؤها في اعوجاجها – قال أحد الشّعراء يصف فاكهة:   حُلوةُ الرّيق، حلالٌ          دمها في كلّ مِلّة   نصفُها بدْرٌ وإنْ قسّـ       ـمْتها صارت أهِلّهْ	التمرين الأول
	كوّن تشبيهات بليغة يكون فيها كلّ ممّا يأتي مشبّها:   اللّسان – المال – الشّرف – الأبناء – الملاهي – التعليم – العلم – الرّسول	التمرين الثاني
المنيّة: الموت   منهل: منبع   بلهنيّة: جنّة	عيّن المشبّه والمشبّه به فيما يلي:   – قال النّابغة:  فإنّك شمس والملوك كواكب        إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب   – قال عنترة:   فأجبتُها إنّ المنيّةَ منهل         لا بدّ أن أُسقَى بكأس المنهَل   – قال لقيط: مالي أراكم نياما في بلهنيّة        وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا	التمرين الثالث
	الجناس
الخلاصة	الشرح والتحليل	الأمثلة
الجناس: من المحسّنات اللّفظيّة، وهو اتفاق كلمتين في الهيئة (اللفظ) واختلافهما معنى   وهو نوعان:  1- : الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللّفظان في أربعة أوجه:  – في نوع الحروف  – شكلها  – ترتيبها  – عددها  واختلفا في المعنى	– المُلفِت للانتباه في هذا المثال هو وجود كلمتين متشابهتين تماما في الهيئة ، فما هما؟   – إنّهما” المغرب، المغرب”، فهل لهما معنى واحد؟   – لا، فالمغرب الأولى بمعنى وقت من أوقات الصلاة، والثانية اسم لبلد من المغرب العربي ,   – كيف نسمّي هذا التشابه في اللّفظ واختلاف المعنى؟   – إنّه الجناس   – ما هي التفاصيل التي ينبغي أن يتشابه فيها اللّفظان؟   1- تلاحظ أنّ عدد حروف الكلمتين متساوٍ: أربعة حروف في كلّ منهما(لا نحسب “ال” التعريف)   2- كما تلاحظ أنّ هذه الحروف هي نفسها في النوع في الكلمتين( الميم هي الميم، والغين هي الغين، والراء هي الرّاء، والباء هي الباء)   3- كما أنّ شكل الكلمة بالحركات في ” المغرب ” الأولى هو الشّكل نفسه في ” المغرب ”  الثانية، فالميم مفتوحة في الكلمتين،والغين ساكنة، والرّاء مكسورة، أما الحرف الأخير فلا نعبره اهتماما لأنّه يخضع للموقع الإعرابي للكلمة   4- كما تلاحظ أنّ ترتيب الحروف في المغرب الأولى هو نفس الترتيب في الكلمة الثانية، فالميم هي الأولى في الكلمتين، والغين الثانية، والراء الثالثة، والباء الرّابعة  هذا الذي نسمّيه الجناس التّام   ومعنى ذلك أنّ هناك جناسا ناقصا، فكيف يكون ذلك؟	– شهدتُ صلاة المَغْرِب في بعض بلاد المَغْرِب
2- الجناس النّاقص: وهو ما اختلف فيه اللّفظان في أحد الأوجه الأربع السّابقة أو أكثر إلى جانب اختلافهما في المعنى	– لعلّك لاحظت أنّ المثال الأول فيه كلمتان متشابهتان تقريبا في اللّفظ، ليس تشابها تاما إنّما هو جزئي، إضافة إلى اختلافهما في المعنى، ففيم تشابهتا، وفيم اختلفتا؟  تشابهتا في:   الترتيب، وفي العدد.  واختلفتا في نوع الحروف، ففي الكلمة الأولى” الغَداء” بالدّال، وفي الثانية” الغِذاء” بالذّال”، كما اختلفتا في الشّكل( الحركات)، فالغين في الأولى مفتوحة، وفي الثانية مكسورة ” الغَداء، الغِذاء”  إذن، فهذا الجناس ليس تماما بل ناقصا – المثال الثاني: اختلفت الكلمتان” داؤه”و” دواؤه” في:    عدد الحروف، ففي الأولى” داؤه”  أربعة حروف، وفي الثانية” دواؤه” خمسة حروف بإضافة الواو    كما اختلفتا في الترتيب، فالألف في ” داؤه” الثانية، وهي الثالثة في ” دواؤه” – المثال الثالث غاب نوع الحروف، فاللاّم نوع يختلف عن الرّاء – المثال الثالث اختلف ” الشِّعْر، الشَّعْر” في الشكل(حركة الشين مكسورة، وفي الثانية مفتوحة وهذا الذي نسمّيه الجناس الناقص	1- يتناول الغَداء ويتناول الغِذاء 2-  من أعياه داؤه فعندي دواؤه 3- الخيل في نواصيها الخير 4- في الصّحراء بيتان: بيتٌ من الشِّعْر، وبيت من الشَّعْر
يكون الجناس لونا أدبيّا إذا ابتعد عن التّكلّف وجاء عفوا تلبيةً لمتطلّبات المعنى يكسو الجناس الكلامَ جمالا ن ويكسبه جرسا موسيقيّا ن ويعبّر عن إحساس الأديب كما يُعين على نقل هذا الإحساس للآخرين
	التطبيقات   التطبيقات   التطبيقات   التطبيقات
	عيّن الجناس واذكر نوعه مع التعليل:  – قال أبو تمّام في المدح:  ما مات من كرمِ الزّمان فإنّه     يحيا لدى يحي بن عبد الله  – ما ملأ الرّاحة منِ استوطن الرّاحة  – قال الحطيئة: وباتوا كِرامًا قد قضَوا حقَّ ضيفِهم    وما غرِموا غُرْما وما غنِموا غُنْما  – قال الحجّاج:” إنّ للشيطان طيْفا وللسّلطان سيْفا، إنّي أنذِر ثمّ لا أنظُر…إنّ الحزْم والعزْم   سلباني سوطي”  – قال أبو تمام مادحا سيف الدولة عند فتح عمّوريّة:                 بيض الصّفائح لا سودُ الصّحائف    في متونهنّ جلاء الشكّ والرّيب	التمرين الأول
	اذكر فيم اختلفت فيه كلّ كلمتين متجانستين فيما يلي:  – عِقابٌ في ثناياها عُقابُ     فما هي بالعِذابُ بلِ العَذاب  – البأسُ في الحرب أن تخاف على الّرأس من أن تطير من مكانها  – باعدت بين الأوطان الأوطارٌ، وبين الأحباب الأكسابٌ، فصعُب لقاؤُنا بعد بقائنا.  – والحُسنُ يظهر في البيتين رونقُه   بيتُ من الشِّعر وبيت من الشّعْر(الأمير عبد القادر)  – رحم اللهُ رجلاً كفّ فكيْه وفكّ كفّيْه  – يمدّون بأيْدٍ عواصٍ عواصم      تجول بأسيافٍ قواضٍ قواضم