صفات القائد الناجح
مثال : " ذو القرنين "
" ويسألونك عن ذي القرنين "
قصة ذي القرنين صفحة واحدة في كتاب الله في سورة الكهف اشتملت علي أكثر من عشرين صفة من صفات القائد الناجح فقد جمعت جمعاً عجيباً بين الصفات الفنية و الأخلاقية الواجب توافرها في القائد و هي :
1- التمكين : ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ ﴾: أول ما يستوجب تمام القيادة أن يكون القائد ذو صلاحيات تمكنه من تحقيق الأهداف المطلوبة منه . وأن يكون في محل تنفيذ القرار . وفي الغالب تكون صفات القائد من نفسه والتمكين من غيره .
2- العلم والمعرفة والخبرة : ﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾ : فالقائد يجب أن يكون خبيراً بفنون مختلفة ويتبع أسباب كل شيء ليصل الى الأهداف . والقائد الجاهل يفسد ولا يصلح .
3- الأخذ بأسباب العلم : ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً﴾: عليه أن يكون لديه بطانة من أهل العلم والخبرة ويعمل بالأسباب والعلم ولا يتبع العواطف . ويقدر الأمور ويكون واقعياً في طرح الأمور ومعالجتها ويخطط وينفذ .
4- تحقيق العدالة : ﴿ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴾ ﴿ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾ بالعدل قامت السموات والأرض والحاكم مالم يحكم بالعدل يذهب حكمه . فلا يد أن يتصف بالعدل بين رعيته .
5- تحقيق المساواة : . ويتعامل مع الجميع بطريقة متساوية لا يفرق بين القوي والضعيف أو بين الغني والفقير بل كلهم عنده سواسية .
6- عدم ظلم الرعية : ﴿ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ﴾ هنا استدرك الامر وأعلمهم أن المسألة ليست على حالة واحدة فلا يجوز الظلم وتجب العدالة بل يعمل أيضاً بالإحسان.
7- العمل بالترغيب والترهيب : ذو القرنين كان عنده قانون التحفيز والعقوبة تبين لنا من الآيات السابقة أن المحسن له الاحسان وأن المسيء له العقوبة . مبدأ" الثواب والعقاب"
8- الحضور والتحرك بين الرعية : ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾
لا بد للقائد من الحركة الدؤوب بين أفراد رعيته يتفقد حالهم وينشط معهم ويتفاعل في حركتهم وعملهم ويتقدم الصفوف ويكون بين الجموع .
9- فتح قنوات التواصل مع أفراد الرعية : ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً﴾ لا بد له أن يستمع الى شكواهم ومعاناتهم وآلامهم وآمالهم ويجتهد لتحقيقها لهم ولا ينعزل عن رعيته فيجهل حالهم .
10- الامتناع عن قبول الرشوة والمال والعفة عما في يدي الرعية : ﴿ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾ يُغنيني ما أعطاني ربي من ملك ، وسلطان ، ومال ، ولست بحاجة إلى أموالكم ، ولا أريد أن أرهقكم . فلا يقبل القائد أي مقابل لينفذ ما هو منوط به ولا يستغل حاجات رعيته وينهب ثرواتهم .
11- التزام العمل الجماعي والقيادة الجماعية وعدم الاستبداد بالرأي : ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ يطلب المعونة من رعيته لتنفيذ ما هو منوط به . ولا يتفرد بالعمل والرأي وانما يعمل بعقل جمعي .
12- الشعور بالمسؤولية : عندما يشعر القائد بالمسؤولية تجاه من يقودهم فإن هذا يكون دافعا لتحقيق مصالحهم دون التكسب من وراء ذلك .
13- نصرة المستضعفين والمظلومين : فنلاحظ أن ذو القرنين لم يتردد لحظة في الدفاع عنهم .
14- توظيف الطاقات البشرية في الخير : وتعاونوا على البر والتقوى ومن هنا نجد أن ذي القرنين تعاون مع قومه لدفع الشر والعدوان وطلب منهم العون فيما تقتضيه المصلحة في الخير .
15- استغلال الموارد المتاحة في تقوية الدولة : ﴿ آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ﴾ .
16- استعمال التطور العلمي والتقني في تقوية الدولة : من الآية السابقة نستنتج أن ذو القرنين أول من اكتشف البرونز وهو من أقسى المعادن وهو خلط الحديد مع النحاس وهكذا ينبغي على القائد ألا يألوا جهداً في البحث والتطوير العلمي .
17- التعليم والتوجيه لأفراد الرعية : كما نشاهد كيف علمهم كيف يدافعون عن أنفسهم وكيف يبنون سداً منيعاً .
18- البيان بالعمل : كما أنه كان معهم يبين لهم كل الأمور وأشركهم في العمل ولم يكتفي بالبيان اللفظي والكلام .
19- استخدام القوة في التعمير والإصلاح وفي دفع العدو : فبناء السد يعتبر من الأساليب لدفع العدوان ولكنه أقل تكلفة لأنه يبعد عن الناس شبح الحرب والقتال . وهكذا يفعل القائد الحصيف يتبنى الوسائل الأقل تكلفة ليحافظ على حياة رعيته .
ليست هناك تعليقات: