مساحة إعلانية

كل عام أنتم بخير

الأحد، 15 مارس 2020

الإعراب والمعنى : إعراب كلمة ( يوم) :

دردشة لغوية (٣)
الإعراب والمعنى :
إعراب كلمة ( يوم) :
في إحدى المحاضرات سألت الطلاب عن إعراب كلمة ( يوم) في قوله عز شأنه :
"وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر".
فإذا بهم جميعا - وبدون أي تردد أو تريث -
يجيبون :
ظرف زمان منصوب بالفتحة.
فقلت لهم:
إذن يترتب على إعرابكم هذا أن يكون معنى الآية :
( يامحمد لا تنذر الناس إلا في يوم الحسرة وهو يوم القيامة)
فهل هذا هو المعنى المقصود فعلا من الآية؟
فأجابوا جميعا: لا.
فقلت لهم :
كلمة ( يوم) لا تعرب ظرف زمان إلا إذا تضمنت معنى حرف الجر (في) ؛ لأن ظرف الزمان هو الوعاء الزمني لوقوع الفعل أو الحدث .
كما في قولنا مثلا : ( الصوم يوم الخميس)
فمعناه: الصوم في يوم الخميس.
وكما في قوله سبحانه: ( اليوم أكملت لكم دينكم).
وقوله: ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت).
وقوله: ( لا ظلم اليوم).
أي: في هذا اليوم.
فإذا لم يتضمن اليوم معنى ( في) وجب إعرابه على حسب موقعه في الجملة.
فقد يقع مبتدأ أو خبرا.
كما في قولنا: ( يوم الجمعة يوم مبارك)
فيوم الأولى مبتدأ والثانية خبر.
وقوله تعالى: ( ذلك اليوم الحق)
فاليوم هنا خبر مرفوع لاسم الإشارة ( ذلك).
وكذلك قوله: ( ذلك يوم مجموع له الناس).
وقد يقع مضافا إليه مجرورا، كما في قوله تعالى:
(مالك يوم الدين) ، وقوله: ( ومن خزي يومئذ).
وقد يقع مفعولا به، كما في قوله تعالى :
( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم).
فيوم هنا مفعول به لفعل محذوف، تقديره :
اذكروا يوم حنين.
وقد يقع مفعولا ثانيا كما في الآية الكريمة التي
معنا ( وأنذرهم يوم الحسرة).
لأن المعنى: حذرهم يامحمد يوم الحسرة..
والأصل: أنذرهم عذاب يوم الحسرة.
فحذف المضاف ( عذاب) ، وأقيم المضاف إليه
مقامه، فاحتل موقعه الإعرابي ، وهو موقع المفعول الثاني للفعل (أنذر).
ولذلك يجب علينا التريث كثيرا عند الإعراب، وبخاصة إعراب الآيات القرآنية، لأن فساد الإعراب يترتب عليه إفساد المعنى.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: الروائع الأميرية 2016 © تصميم : كن مدون