حبيبى يا رسـول اللـه ....... بقلم ا.د/ محمد داود

حبيبى يا رسـول اللـه ....... بقلم ا.د/ محمد داود

عن عبد الله بن مسعود قال: «اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر فى جنبه، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه.
فقلت: يا رسول الله ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئًا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مالى وللدنيا؟! ما أنا والدنيا؟! إنما مثلى ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها».

*****

صلاة وسلامًا عليك يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله، كنت أزهد الناس، وكان فقرك فقرًا اختيارًا وليس فقرًا اضطراريًّا؛ لأنك كنت تنفق كل ما يأتى لك من مال، وكنت تكره أن يبيت فى بيتك شىء من مال الدنيا، فتحت عليك الفتوح وانهمرت بين يديك الأموال، وأنت يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله معرض عن الدنيا كل الإعراض.

وقد عرض الله تعالى عليك بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك .

وكان صلى الله عليه وسلم يقنع باليسير من الدنيا ويقول: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا .

وكان صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئًا لنفسه، وما جاء أنه ادخر فهو إنما كان لأهله، وما شبع صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة تباعًا من خبز البر حتى فارق الدنيا .

وعن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.

قال: قلت: يا خالة فعلى أى شىء كنتم تعيشون؟ قالت: على الأسودين التمر والماء .

عن أنس بن مالك: أن فاطمة رضى الله عنها ناولت رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز شعير فقال: هذا أول طعام أكله أبوك من ثلاثة أيام .

وعن عائشة، رضى الله عنها، قالت: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى بثلاثين صاعا من شعير .

يقول جابر رضى الله عنه: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثًا لم يذوقوا طعامًا، فقالوا: يا رسول الله، إن ههنا كُدْيَة من الجبل (أى صخرة كبيرة).

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رُشُّوها بالماء، فرشوها، ثم جاء النبى صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول أو المسحاة، ثم قال: بسم الله، فضرب ثلاثًا، فصارت كثيبًا يهال.

قال جابر: فحانت منى التفاتة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شد على بطنه حجرًا .

وتقول السيدة عائشة: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض» .

ويقول سعد ابن أبى وقاص: والله إنى لأول رجل من العرب رمى بسهم فى سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة .

وتقول السيدة عائشة: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت فى يوم واحد مرتين.

ويقول أنس: ما أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرقَّقًا حتى لحق بالله تعالى ولا رأى شاة سميطًا بعينه حتى لحق بالله تعالى.

والرغيف المرقَّق: المليَّن، والسميط هو الذى أزيل شعره بالماء الساخن وشوى بجلده.
مواقف وعبر
ا.د. محمد محمد داود
لتحميل نسخة pdf من خلال هذا الرابط
http://www.mohameddawood.com/view.aspx…