مساحة إعلانية

كل عام أنتم بخير

الاثنين، 16 مارس 2020

الفاعل-في النحو- هل هو من قام بالفعل؟

دردشة لغوية (٦) :
الفاعل-في النحو-
هل هو من قام بالفعل؟
في قولنا مثلا:
" شرح المعلم الدرس".
يتوهم كثير من الدارسين والباحثين هنا أن ( المعلم) مرفوع ؛ لأنه هو الفاعل، وأن ( الدرس) منصوب ؛ لأنه مفعول به.
و الواقع أن هذا الكلام في تصور النحاة غير دقيق ؛ وذلك لأننا في حالة النفي نقول:
" لم يشرح المعلم الدرس ".
ونقول في إعراب المعلم : فاعل ....
ونقول في إعراب الدرس : مفعول به...
مع أن الفعل هنا منفي، والمعلم لم يشرح الدرس
في حقيقة الأمر.
وكذلك في حالة الاستفهام، نقول :
" هل شرح المعلم الدرس؟ "
ونقول في إعراب المعلم: فاعل..
مع أننا نستفهم ولا ندري،
أشرح المعلم الدرس - في واقع الأمر -
أم لم يشرح؟
ولذلك رأى النحاة أن معنى الفاعلية ليس هو سبب رفع الفاعل في النحو، بل إنه مرفوع بإسناد الفعل إليه، وأن معنى المفعولية ليس هو سبب نصب المفعول به، بل إنه منصوب بتعدي الفعل إليه.
ومن هنا كانت نظرية الفعل العامل في النحو العربي، والتي تعد من أهم النظريات التي يقوم عليها صرح النحو العربي.
فالفعل هو عامل الرفع في الفاعل، وهو عامل النصب في المفعول به.
فبين الفاعل والفعل علاقة دلالية هي علاقة الفاعلية يرتد عنها علاقة تركيبية عكسية تتمثل في علاقة الإسناد، وهي التي توجب الرفع في الفاعل.
وبين المفعول به والفعل علاقة دلالية هي علاقة
المفعولية يرتد عنها علاقة تركيبية عكسية
تتمثل في علاقة التعدي، وهي التي توجب النصب
في المفعول به.
ومن ثم فإن الفعل العامل يعد مركز التقاء العلاقات
الدلالية بالعلاقات التركيبية في الجملة، أي هو
مركز الترابط العضوي ( الدلالي والتركيبي) بين
عناصر التركيب النحوي.
ولذلك كان الفعل - عندهم - هو الأصل في العوامل النحوية، فلا يعمل إلا الفعل أو ماهو مشبه بالفعل.
وبناء على ما سبق فإننا لا نعجب عندما نجد النحاة القدماء يعرفون الفاعل - في علم النحو- بأنه: اسم مرفوع، أو مؤول به، أسند إليه فعل مبني للمعلوم ، قبله.
فالاسم المرفوع مثل: نجح الطالب.
وقد يكون الفاعل مرفوعا محلا ، مجرورا لفظا بحرف الجر ؛ مثل: ( وكفي بالله شهيدا).
بالله: الباء حرف جر زائد للتأكيد،
ولفظ الجلالة (الله) فاعل للفعل كفى، مرفوع محلا ، مجرور لفظا بالباء.
و قد يكون الفاعل مجرورا لفظا بالإضافة، مثل :
( ولولا دفع الله الناس).
دفع: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، ولفظ الجلالة ( الله) مضاف إليه مجرور لفظا، مرفوع محلا، فاعل للمصدر ( دفع) .
و الفاعل المؤول بالاسم المرفوع هو ما تألف من
الحرف المصدري والفعل ؛
نحو: يعجبني أن تقول الحق.
فأن والفعل تقول ، في تأويل مصدر مرفوع فاعل للفعل ( يعجبني).
واشترطوا في الفاعل أن يأتي بعد الفعل، لأنه لو تقدم على الفعل في نحو ( نجح الطالب)
لصار مبتدأ، ولتحولت الجملة الفعلية إلى جملة اسمية تتألف من مبتدأ وخبر.
هذا وبالله التوفيق.
أ. د : مفرح سعفان
د. مفرح سعفان،،،،،،،

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: الروائع الأميرية 2016 © تصميم : كن مدون