مواقف وعبر ا.د. محمد داود مـن غـشَّ فـلـيس مـنَّـا (*)

مواقف وعبر
ا.د. محمد داود
مـن غـشَّ فـلـيس مـنَّـا (*)

عن أبى هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبْرَة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا. فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟».

قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كى يراه الناس؟! مَن غشَّ فليس منِّى».

*****

هذا الموقف يؤكد حقيقة إيمانية غالية، وهى أن الأمانة فى المعاملات من أهم سمات مجتمع المسلمين.

• كما يظهر من الموقف ـ أن لولى الأمر أن يتابع حركة السوق، وما يجرى بها من بيع وشراء كما صنع النبى صلى الله عليه وسلم حين مر بالسوق على رجل أمامه صُبْرة ـ كومة ـ طعام يبيع مِنْه للناس، فأدخل النبى صلى الله عليه وسلم يده فيها، فنال أصابعه بللٌ. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «ما هذا يا صاحب الطعام؟».

قال: أصابته السماء ـ المطر ـ يا رسول الله.
قال: «أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ «من غشنا فليس منا».
• ومن دلالات الموقف وعظاته ـ أيضًا ـ: أن أخلاق هذا الدين تمتد إلى كل شئون الحياة، والمنظومة الخلقية التى يربى عليها هذا الدين أتباعه لا تكون داخل المسجد فحسب، وإنما تشمل البيع والشراء والسوق والعمل وكل شئون الحياة.

فالنبى صلى الله عليه وسلم يرسى قاعدة من قواعد الأخلاق الإيمانية؛ لأن المؤمن أمين ومؤتمن فى كل أحواله وكل شأنه.

ويأخذ الغش فى حياة الناس صورًا عديدة منها:
1. أن يُزين المرء لأخيه السوء؛ كى يقع فيه، كما يحدث بين بعض الشباب كلون من التلاعب الشيطانى الذى يقع بين أصحاب السوء.

2. إخفاء الإنسان عن أخيه بعض الحقائق؛ كى يخدعه فى أمر ما؛ ومن ذلك ما قد يقع من بعض السائلين للمعونات الاجتماعية؛ كى يأخذوا ما ليس حقًّا لهم، وكما يقع من بعض طالبى الفتوى الدينية حتى يخفى حقائق متصلة بالمسألة موضوع الفتوى، ويبالغ فى بعض الأمور الأخرى؛ كى يحصل على فتوى تبرئ ذمته.

3. ومن صور الغش أيضًا أن يفسد على الناس أولادهم وأزواجهم بالغيبة والنميمة.

اللهم إنا نعوذ بك من سوء الأخلاق يا رب العالمين
لتحميل نسخة pdf من كتاب مواقف وعبر من خلال هذا الرابط
http://www.mohameddawood.com/view.aspx…